كيف تحافظين على هواياتك دون أن تخسري علاقتك؟ التوازن الذهبي بين الشغف، البيت، والعمل

٢٣ نوفمبر ٢٠٢٥
شركه محرك
هواياتك

في مجتمع المملكة العربية السعودية حيث تحمل المرأة أكثر من دور—أمًّا، زوجة، وربما عاملة أو صاحبة مشروع—تصبح مسألة التوفيق بين شغفها مثل الأشغال اليدوية وهواياتها من جهة، وبين مسؤوليات البيت والعلاقة الزوجية من جهة أخرى، تحديًا يتطلّب وعيًا ومهارة تنظيم. ومع تزايد اهتمام النساء بالأنشطة الإبداعية والحرفية، ظهر شعور لدى كثير من الأزواج بأن الانغماس الزائد قد يسبب توترًا في العلاقة أو ضغطًا أسريًا، بالرغم من أن الشغف في جوهره مساحة للراحة النفسية وتجديد الطاقة. لذلك يؤمن موقع chiraliityhandmade بأن الحل لا يكون في التخلي عن الهوايات أو الابتعاد عنها، بل في إدارة الوقت وتوزيع الانتباه بطريقة ذكية تسمح للمرأة بممارسة شغفها دون أن تتأثر علاقتها أو مسؤولياتها، وبذلك يتحقق التوازن الحقيقي الذي يعزّز هويتها ويقوّي حضورها داخل أسرتها.

لماذا قد تتحوّل هواياتك إلى مصدر توتر داخل العلاقة؟

الهواية في حدّ ذاتها ليست مشكلة، بل حين تتحول إلى نشاط يستنزف وقتًا كبيرًا أو ينشغل عنه دورك المنزلي والعائلي، يبدأ الشريك أو الأسرة بالشعور بأنهم “في المرتبة الثانية”. الدراسات تشير إلى أن الشعور بعدم التوازن بين المهنّة، المسؤوليات الأسرية، والنشاطات الشخصية يمكن أن يؤدي إلى ضغوط أكبر في العلاقات. مثال على ذلك: دراسة حديثة لاستعراض الأدبيات حول التوازن بين العمل والحياة لدى النساء، أشارت إلى أن صعوبة الجمع بين الأدوار المتعددة كانت موضوعًا متكرّرًا منذ الستينيات. الهواية تشكّل أيضًا مساحة نفسية مهمة: بحسب مقال نشره Harvard Health Publishing، فقد وُجد أن وجود نشاط ترفيهي أو مبتكر يقلّل من معدّل الاكتئاب ويزيد من الرضا عن الحياة، حتى لدى كبار السن. إذًا، التحدّي ليس امتلاك الهواية، بل إدارتها بطريقة لا تؤثر على الأدوار الأخرى.


كيف تساعدك هواياتك على تحسين صحتك النفسية بدل زيادة الضغط؟

على عكس ما يظنه البعض، ممارسة هواياتك ليست ترفًا ولا مضيعة للوقت، بل هي واحدة من أكثر الأنشطة التي تدعم صحتك النفسية وتقلّل مستويات التوتر. تقول دراسات نفسية حديثة إن الانخراط في نشاط إبداعي لو لساعة يوميًا يخفض هرمونات التوتر ويزيد الشعور بالرضا والإنجاز. فالهوايات تُنشّط الدماغ، وتمنحك شعورًا بالتحكّم في يومك، وتعطيك مساحة خاصة تتنفسين فيها بعيدًا عن الضغوط المتراكمة.

كما تشير أبحاث Harvard Health إلى أن ممارسة نشاط ممتع أو يدوي يساعد في تحسين المزاج، رفع مستوى التركيز، وزيادة الشعور بالاستقرار العاطفي. الهواية أيضًا تمنحك إحساسًا بهويتك الشخصية بعيدًا عن الأدوار اليومية—الأمومة، العمل، أو مسؤوليات البيت—فتُعيد توازنك الداخلي وتجعلك أكثر قدرة على التعامل مع الضغوط.

وبذلك، تتحول الهواية من “وقت يُضيَّع” إلى “وقت يُنعشك”، ومن مصدر توتر محتمل إلى ركيزة أساسية لتحسين صحتك النفسية وجودة حياتك، إذا تمت ممارستها ضمن حدود صحية ومتوازنة.

5 خطوات عملية تساعدك على تنظيم هواياتك دون أن تتأثر علاقتك؟

1. حدّدي وقتًا ثابتًا لهواياتك دون المساس بالأولويات:

ابدئي بوضع جدول واضح يراعي مسؤوليات البيت، الأطفال، والعمل، ثم خصّصي “ساعة ثابتة” لهواياتك. وجود وقت محدد يساعدك على الاستمتاع دون شعور بالذنب، ويطمئن شريكك أن الهواية ليست على حساب العلاقة.

2. تواصلي بوضوح مع شريكك حول أهمية هواياتك:

أخبريه أن الهواية ليست انسحابًا منه ولا تقليلًا من قيمته، بل مساحة تعيد توازنك النفسي. أغلب التوتر بين الأزواج يحدث بسبب سوء الفهم، والتوضيح يحلّ نصف المشكلة قبل أن تبدأ.

3. دمجي أسرتك جزئيًا في جوّ هواياتك:

لستِ مضطرة لمشاركتهم كل شيء، لكن يمكنك إشراكهم في لحظة بسيطة: مشاهدة عملك، المساعدة في ترتيب الأدوات، أو مشاركة رأيهم في مشروعك. هذا يحوّل الهواية من “شيء يسحبك منهم” إلى “شيء يقربكم معًا”.

4. اختاري مكانًا مفتوحًا لممارسة هواياتك:

بدل غرفة مغلقة ومعزولة، خصّصي زاوية في غرفة المعيشة أو ركن هادئ في البيت. بقاءك ضمن محيط الأسرة يقلل الإحساس بالبعد ويمنحك شعورًا بالتواصل أثناء ممارسة شغفك.

5. راقبي توازن يومك وعدّلي جدولك عند الحاجة:

إذا بدأتِ تلاحظين ضغطًا منزليًا أو شعورًا بالانزعاج من الشريك، توقفي وراجعي الجدول. المرونة هي العنصر الذي يسمح للهواية بالبقاء دون الإضرار بعلاقتك. التوازن الحقيقي يتشكل مع الوقت، وليس من يوم واحد.


كيف تساعدك هواياتك على تقوية علاقتك؟

على عكس الاعتقاد السائد، ممارسة هواياتك قد تكون وسيلة لتعزيز علاقتك بدل أن تضعفها. عندما تملكين مساحة خاصة تُفرغين فيها طاقتك و تستعيدين فيها هدوئك الداخلي، تصبحين أكثر قدرة على التواصل الإيجابي، وأكثر حضورًا في علاقتك. تشير دراسات نفسية عديدة إلى أن الأشخاص الذين يمارسون نشاطًا إبداعيًا بانتظام يتمتعون بمزاج أفضل، مستوى توتر أقل، وقدرة أكبر على التعبير عن مشاعرهم بشكل صحّي—وكلها عناصر تُقوّي الرابط بين الزوجين.

الهوايات تساعدك أيضًا على تطوير هويتك الشخصية، وهذا يمنح العلاقة توازنًا مهمًا؛ فوجود ذات مستقلة يعزز الاحترام المتبادل ويقلل من الاعتماد العاطفي المرهق. كما أن امتلاك شغف خاص يثير فضول الشريك ويمنح العلاقة نوعًا من الحيوية والاهتمام المتجدد.

إضافة إلى ذلك، عندما تشاركين شريكك جزءًا بسيطًا من شغفك—ولو مجرد رأيه في عملك أو خطوة صغيرة داخل مشروعك—فهذا يخلق مساحة مشتركة تقرّبكما أكثر. فالهواية ليست عازلًا، بل جسرًا صغيرًا إذا أُدير بذكاء… يقوّي الانسجام والثقة، ويجعل العلاقة أكثر دفئًا واتزانًا.

دور موقع chirality handmade في تعزيز علاقتك مع هواياتك وأسرتك؟

يوفر قناة موقع chiraliity handmade على الـ youtube رؤية تقوم على إدماج الهواية ضمن الحياة اليومية دون مبالغة أو انعزال، عبر:

  • تشجيع النساء في السعودية على ممارسة الإبداع باعتدال
  • تقديم أفكار ومشاريع بسيطة لا تستهلك وقتًا مبالغًا فيه
  • دعم ثقافة “الشغف المتوازن” بدل “الهوس”
  • تعزيز الصحة النفسية عبر الإبداع
  • مساعدة المرأة على اكتشاف شغفها دون الضغط على أسرتها

هواياتك ليست تهديدًا… بل قوة إذا أحسنتِ إدارتها

تذكّري:

ليس المطلوب أن تتخلِّي عن شغفك… ولا أن تقللي من مسؤولياتك.

المطلوب فقط التحكّم في الوقت، وأن تضعي الهواية في مكانها الصحيح:

مساحة تمنحك طاقة… لا مساحة تأخذك بعيدًا عن من تحبين.

ومع دعم منصات مثل chirality handmade يمكنك ممارسة شغفك بذكاء، بوعي، وبطريقة تحافظ على بيتك وقلبك في آن واحد.